القائمة الرئيسة  
 

  • الله سبحانه وتعالى
  • التوحيد
  • الإسلام
  • الإيمان
  • الإحسان
  • الجنة
  • النار
  • الشرك
  • الكفر
  • البدع
  • النفاق
  • الرياء
  • السحر والكهانة والعرافة
  • الردة
  • الرقى والتمائم
  • الحلف بغير الله
  • التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى
  • حكم الاستغاثة بالمخلوق
  • بيان مايجب اعتقاده في الرسول (ص)
  • أقوال وأفعال تنافي التوحيد
  • العبادة
  • النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  •  
      بيان ما يجب اعتقاده في الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وصحابته طباعة المقال  
     

    بيان ما يجب اعتقاده في الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وصحابته
    وذلك في فصول‏:‏
    الفصل الأول‏:‏ في وجوب محبة الرسول وتعظيمه، والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه، وبيان منزلته صلى الله عليه وسلم‏.‏
    الفصل الثاني‏:‏ في وجوب طاعته والاقتداء به‏.‏
    الفصل الثالث‏:‏ في مشروعية الصلاة والسلام عليه‏.‏
    الفصل الرابع‏:‏ في فضل أهل البيت، وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو‏.‏
    الفصل الخامس‏:‏ في فضل الصحابة وما يجب اعتقاده فيهم، ومذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بينهم‏.‏
    الفصل السادس‏:‏ في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى‏.‏
    الفصل الأول‏:‏ في وجوب محبة الرسول وتعظيمه، والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه
    وبيان منزلته صلى الله عليه وسلم
    1 ـ وجوب محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم
    يجبُ على العبدِ أولًا‏:‏ محبّةُ الله عز وجل، وهي من أعظم أنواع العبادة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏
    لأنه هو الرّبُّ المتفضّل على عباده بجميع النّعم ظاهِرها وباطنها، ثم بعد محبة الله تعالى، تجب محبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي دعا إلى الله، وعرَّف به، وبلَّغ شريعته، وبيَّن أحكامه، فما حصل للمؤمنين من خير في الدنيا والآخرة، فعلى يد هذا الرسول، ولا يدخلُ أحدٌ الجنة إلا بطاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان؛ أن يكون الله ورسولَه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَّ المرء لا يُحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏
    فمحبة الرسول تابعة لمحبة الله تعالى، لازمة لها، وتليها في المرتبة، وقد جاء بخصوص محبته صلى الله عليه وسلم ووجوب تقديمها على محبة كل محبوب سوى الله تعالى، قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والناسِ أجمعين‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏
    بل ورد أنه يجب على المؤمن أن يكون الرسولُ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه، كما في الحديث‏:‏ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ يا رسول الله، لأنتَ أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك‏)‏، فقال له عمر‏:‏ فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي، فقال‏:‏ ‏(‏الآن يا عمر‏)‏ ‏[‏رواه البخاري‏]‏‏.‏

    بيان ما يجب اعتقاده في الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وصحابته
    وذلك في فصول‏:‏
    الفصل الأول‏:‏ في وجوب محبة الرسول وتعظيمه، والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه، وبيان منزلته صلى الله عليه وسلم‏.‏
    الفصل الثاني‏:‏ في وجوب طاعته والاقتداء به‏.‏
    الفصل الثالث‏:‏ في مشروعية الصلاة والسلام عليه‏.‏
    الفصل الرابع‏:‏ في فضل أهل البيت، وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو‏.‏
    الفصل الخامس‏:‏ في فضل الصحابة وما يجب اعتقاده فيهم، ومذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بينهم‏.‏
    الفصل السادس‏:‏ في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى‏.‏
    الفصل الأول‏:‏ في وجوب محبة الرسول وتعظيمه، والنهي عن الغلو والإطراء في مدحه
    وبيان منزلته صلى الله عليه وسلم
    1 ـ وجوب محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم
    يجبُ على العبدِ أولًا‏:‏ محبّةُ الله عز وجل، وهي من أعظم أنواع العبادة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏
    لأنه هو الرّبُّ المتفضّل على عباده بجميع النّعم ظاهِرها وباطنها، ثم بعد محبة الله تعالى، تجب محبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي دعا إلى الله، وعرَّف به، وبلَّغ شريعته، وبيَّن أحكامه، فما حصل للمؤمنين من خير في الدنيا والآخرة، فعلى يد هذا الرسول، ولا يدخلُ أحدٌ الجنة إلا بطاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان؛ أن يكون الله ورسولَه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَّ المرء لا يُحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏
    فمحبة الرسول تابعة لمحبة الله تعالى، لازمة لها، وتليها في المرتبة، وقد جاء بخصوص محبته صلى الله عليه وسلم ووجوب تقديمها على محبة كل محبوب سوى الله تعالى، قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده ووالده والناسِ أجمعين‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏
    بل ورد أنه يجب على المؤمن أن يكون الرسولُ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه، كما في الحديث‏:‏ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ يا رسول الله، لأنتَ أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك‏)‏، فقال له عمر‏:‏ فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي، فقال‏:‏ ‏(‏الآن يا عمر‏)‏ ‏[‏رواه البخاري‏]‏‏.‏
    ففي هذا أن محبة الرسول واجبةٌ ومقدّمةٌ على محبّة كل شيء سوى محبة الله، فإنها تابعة لها لازمة لها؛ لأنها محبة في الله ولأجله، تزيد بزيادة محبة الله في قلب المؤمن، وتنقص بنقصها، وكل من كان محبًّا لله؛ فإنما يحب في الله ولأجله‏.‏
    ومحبّته صلى الله عليه وسلم تقتضي تعظيمه وتوقيره واتباعه، وتقديم قوله على قول كل أحد من الخلق، وتعظيم سنته‏.‏
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏ ‏(‏وكلُّ محبة وتعظيم للبشر؛ فإنما تجوز تبعًا لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له، فهي محبة لله من موجبات محبة الله‏.‏
    والمقصودُ‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الله عليه من المهابة والمحبة‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ولهذا لم يكن بشر أحب إلى بشر، ولا أهيب وأجلّ في صدره، من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدور أصحابه - رضي الله عنهم - قال عمرو بن العاص بعد إسلامه‏:‏ إنه لم يكن شخص أبغضَ إليَّ منه‏.‏ فلما أسلمت، لم يكن شخص أحب إليَّ منه، ولا أجلَّ في عيني منه، قال‏:‏ ولو سُئِلت أن أصفه لكمك لما أطقتُ، لأني لم أكن أملأ عينيَّ منه؛ إجلالًا له‏.‏
    وقال عروة بن مسعود لقريش‏:‏ يا قوم، والله لقد وفدت إلى كسرى وقيصر والملوك، فما رأيتُ ملكًا يعظمه أصحابه؛ ما يعظم أصحابُ محمد محمدًا صلى الله عليه وسلم، والله ما يحدُّون النظر إليه تعظيمًا له، وما تنخَّم نُخامةً إلا وقعت في كَفِّ رجل منهم، فيدلك بها وجهَهُ وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه‏)‏ انتهى .‏
    2 ـ النهي عن الغُلوّ والإطراء في مدحه
    الغلو
    تجاوز الحد، يُقالُ‏:‏ غَلا غُلُوًّا، إذا تجاوز الحد في القدر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء/171‏]‏ أي‏:‏ لا تجاوزوا الحد‏.‏
    والإطراءُ
    مجاوزة الحدِّ في المدح، والكذب فيه، والمرادُ بالغُلوِّ في حق النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ مجاوزة الحد في قدره؛ بأن يُرفع فوق مرتبة العبودية والرسالة، ويُجعلَ له شيء من خصائص الإلهية؛ بأن يُدعى ويُستغاثَ به من دون الله، ويُحلفَ به‏.‏
    والمراد بالإطراء في حقه صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن يُزادَ في مدحه، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله‏:‏ ‏(‏لا تُطروني كما أطرتِ النَّصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبدُ الله ورسولُه‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏، أي‏:‏ لا تمدحوني بالباطل، ولا تجاوزوا الحدَّ في مدحي، كما غلت النَّصارى في عيسى - عليه السلام - فادَّعوا فيه الألوهية، وَصِفُوني بما وَصَفَني به ربّي، فقولوا‏:‏ عبدُ الله ورسوله‏.‏ ولما قال له بعض أصحابه‏:‏ أنت سيّدُنا، فقال‏:‏ ‏(‏السَّيّدُ الله تبارك وتعالى‏)‏، ولما قالوا‏:‏ أفضلنا وأعظمنا طَولًا، فقال‏:‏ ‏(‏قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود بسند جيد‏]‏‏.‏
    وقال له ناس‏:‏ يا رسولَ الله، يا خيرَنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمدٌ عبدُ الله ورسولُه، ما أحبُّ أن ترفعوني فوقَ منزلتي التي أنزلني الله عزّ وجلّ‏)‏ ‏[‏رواه أحمد والنسائي‏]‏‏.‏
    كره صلى الله عليه وسلم أن يمدحوه بهذه الألفاظ‏:‏ أنت سيدنا - أنت خيرُنا - أنت أفضلُنا - أنت أعظمُنا، مع أنه أفضلُ الخلق وأشرفُهم على الإطلاق؛ لكنه نهاهم عن ذلك، ابتعادًا بهم عن الغُلُوِّ والإطراء في حقه، وحمايةً للتوحيد، وأرشدهم أن يصفون بصفتين؛ هما أعلى مراتب العبد، وليس فيهما غلو ولا خطر على العقيدة، وهما‏:‏ عبد الله ورسوله، ولم يُحب أن يرفعوه فوق ما أنزله الله عز وجل من المنزلة التي رضيها له، وقد خالف نهيَه صلى الله عليه وسلم كثيرٌ من الناس فصاروا يدعونه، ويستغيثون به، ويحلفونَ به، ويطلبون منها ما لا يُطلب إلا من الله، كما يُفعلُ في الموالد والقصائد والأناشيد، ولا يُميزون بين حق الله وحق الرسول‏.‏
    يقول العلامةُ ابن القيم في النونية‏:‏
    لله حق لا يكون لـــغيره ** ولعبده حـق هما حقـان
    لا تجعلوا الحقين حقًّا واحدًا ** من غير تمييز ولا فرقان
    3 ـ بيان منزلته صلى الله عليه وسلم
    لا بأس ببيان منزلته بمدحه صلى الله عليه وسلم بما مدحه الله به، وذكر منزلته التي فضله الله بها واعتقاد ذلك، فله صلى الله عليه وسلم المنزلة العالية التي أنزله الله فيها، فهو عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، وأفضل الخلق على الإطلاق، وهو رسول الله إلى الناس كافة، وإلى جميع الثقلين الجن والإنس، وهو أفضل الرسل، وخاتم النبيين، لا نبيَّ بعده، قد شرح الله له صدره، ورفع له ذكره، وجعل الذِّلَّة والصَّغار على من خالف أمره، وهو صاحب المقام المحمود الذي قال الله تعالى فيه‏:‏ ‏{‏عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا‏}‏ ‏[‏الإسراء/79‏]‏‏.‏
    أي‏:‏ المقام الذي يُقيمه الله فيه للشفاعة للناس يوم القيامة؛ ليريحهم ربهم من شدة الموقف، وهو مقام خاص به صلى الله عليه وسلم دونَ غيره من النبيين‏.‏
    وهو أخشى الخلق لله، وأتقاهم له، وقد نهى الله عن رفع الصوت بحضرته صلى الله عليه وسلم، وأثنى على الذين يَغُضّونَ أصواتهم عنده، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحجرات/2-5‏]‏‏.‏
    قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -‏:‏ ‏(‏هذه آيات أدّب الله فيها عباده المؤمنين فيما يعاملون به النبي صلى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام‏.‏‏.‏‏.‏ أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته‏)‏‏.‏
    ونهى سبحانه وتعالى أن يُدعى الرسول باسمه كما يُدعى سائرُ الناس، فيقال‏:‏ يا محمد، وإنما يُدعى بالرسالة والنبوة فيقال‏:‏ يا رسول الله، يا نبي الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا‏}‏ ‏[‏النور/63‏]‏‏.‏
    كما أن الله سبحانه يناديه بـ يا أيها النبي، يا أيها الرسول‏.‏ وقد صلى الله وملائكته عليه، وأمر عباده بالصلاة والتسليم عليه، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/56‏]‏‏.‏
    لكن لا يُخصص لمدحه صلى الله عليه وسلم وقتٌ ولا كيفية معينة إلا بدليلٍ صحيح من الكتاب والسُّنَّة، فما يفعله أصحابُ الموالد من تخصيص اليوم الذي يزعمون أنه يوم مولده لمدحه‏:‏ بدعة منكرة‏.‏
    ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلم‏:‏ تعظيم سنته، واعتقاد وجوب العمل بها، وأنها في المنزلة الثانية بعد القرآن الكريم في وجوب التعظيم والعمل؛ لأنها وحي من الله تعالى، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى‏}‏ ‏[‏النجم/3، 4‏]‏‏.‏
    فلا يجوز التشكيك فيها، والتقليل من شأنها، أو الكلام فيها بتصحيح أو تضعيف لطرقها وأسانيدها أو شرح لمعانيها إلا بعلم وتحفُّظ، وقد كثر في هذا الزمان تطاول الجهَّالِ على سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصًا من بعض الشباب الناشئين؛ الذين لا يزالون في المراحل الأولى من التعليم، صاروا يصحِّحون ويُضعّفون في الأحاديث، ويجرحون في الرواة بغير علم سوى قراءة الكتب، وهذا خطرٌ عظيم عليهم وعلى الأمة، فيجب عليهم أن يتقوا الله، ويقفوا عند حدهم‏.‏
    الفصل الثاني‏:‏ في وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والاقتداء به
    تجب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ما أمره به، وترك ما نهى عنه، وهذا من مقتضى شهادة أنه رسول الله، وقد أمر الله تعالى بطاعته في آيات كثيرة، تارة مقرونة مع طاعة الله، كما في قوله‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ‏}‏ ‏[‏النساء/59‏]‏ وأمثالها من الآيات، وتارة يأمر بها منفردة، كما في قوله‏:‏ ‏{‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ‏}‏ ‏[‏النساء/80‏]‏، ‏{‏وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ ‏[‏النور/56‏]‏‏.‏
    وتارة يتوعد من عصى رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏النور/63‏]‏‏.‏
    أي‏:‏ تصيبهم فتنة في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، أو عذاب أليم في الدنيا؛ بقتل أو حَدٍّ أو حبس، أو غير ذلك من العقوبات العاجلة‏.‏
    وقد جعل الله طاعته واتباعه سببًا لنيل محبة الله للعبد ومغفرة ذنوبه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏}‏ ‏[‏آل عمران/31‏]‏‏.‏
    وجعل طاعته هداية، ومعصيته ضلالًا، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا‏}‏ ‏[‏النور/54‏]‏‏.‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏القصص/50‏]‏‏.‏
    وأخبرَ سبحانه وتعالى أنَّ فيه القدوة الحسنة لأمته، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/21‏]‏‏.‏
    قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -‏:‏ ‏(‏هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته، ومرابطته ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه - عز وجل - صلوات الله وسلامه عليه دائمًا، إلى يوم الدين‏)‏‏.‏
    وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعًا من القرآن، فالنفوس أحوج على معرفة ما جاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب، فإنَّ الطعام والشراب إذا فات الحصول عليهما؛ حصل الموت في الدنيا، وطاعة الرسول واتباعه إذا فاتا؛ حصل العذاب والشقاء الدائم، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به في أداء العبادات، وأن تؤدى على الكيفية التي كان يؤديها بها، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ‏}‏ ‏[‏الأحزاب/21‏]‏، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏صلوا كما رأيتموني أصلي‏)‏ ‏[‏الحديث رواه البخاري‏]‏، وقال‏:‏ ‏(‏خذوا عني مناسككم‏)‏ ‏[‏الحديث رواه مسلم‏]‏، وقال‏:‏ ‏(‏من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد‏)‏ ‏[‏الحديث متفق عليه‏]‏، وقال‏:‏ ‏(‏من رغب عن سنتي فليس مني‏)‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏ إلى غير ذلك من النصوص؛ التي فيها الأمر بالاقتداء به، والنهي عن مخالفته‏.‏
    الفصل الثالث‏:‏ في مشروعية الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم
    من حقه الذي شرع الله له على أمته أن يُصَلُّوا ويسلّموا عليه، فقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/56‏]‏‏.‏
    وقد ورد أن معنى صلاة الله تعالى‏:‏ ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة‏:‏ الدعاء، وصلاة الآدميين‏:‏ الاستغفار ، وقد أخبر الله سبحانه في هذه الآية عن منزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى؛ بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالم العُلوي والسُّفلي‏.‏
    ومعنى‏:‏ ‏{‏وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏ أي‏:‏ حيُّوه بتحية الإسلام؛ فإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم؛ فلا يقتصر على أحدهما، فلا يقول‏:‏ ‏(‏صلى الله عليه‏)‏ فقط، ولا يقول‏:‏ ‏(‏عليه السلام‏)‏ فقط؛ لأن الله تعالى أمر بهما جميعًا‏.‏
    وتشرع الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في مواطنَ يتأكد طلبها فيها، إما وجوبًا وإما استحبابًا مؤكدًا، وذكر ابن القيم- رحمه الله - في كتابه‏:‏ ‏(‏جلاء الأفهام‏)‏ واحدًا وأربعين موطنًا؛ بدأها بقوله‏:‏ ‏(‏الموطن الأول‏:‏ - وهو أهمها وآكدها - في الصلاة في آخر التشهد، وقد أجمع المسلمون على مشروعيته، واختلفوا في وجوبه فيها‏)‏ ‏‏ ثم ذكر من المواطن‏:‏ آخر القنوت، وفي الخُطَب كخُطبة الجمعة، والعيدين والاستسقاء، وبعد إجابة المؤذن، وعند الدعاء، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر - رحمه الله - الثمرات الحاصلة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر فيها أربعين فائدة ‏‏، منها‏:‏
    امتثال أمر الله سبحانه بذلك‏.‏
    ومنها‏:‏ حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة‏.‏
    ومنها‏:‏ رجاء إجابة الدعاء إذا قدَّمها أمامه‏.‏
    ومنها‏:‏ أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم‏.‏
    ومنها‏:‏ أنها سبب لغُفران الذنوب‏.‏
    ومنها‏:‏ أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المُصَلِّي والمُسَلِّم عليه‏.‏
    فصلواتُ الله وسلامه على هذا النبي الكريم‏.‏
    الفصل الرابع‏:‏ في فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غُلُوّ
    أهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حَرُمتْ عليهم الصدقة، وهم آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/33‏]‏‏.‏
    قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -‏:‏ ‏(‏ثُمَّ الذي لا يشك فيه من تدبّر القرآن، أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/33‏]‏‏.‏
    فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال بعد هذا كله‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ‏}‏ ‏[‏الأحزاب/34‏]‏‏.‏
    أي‏:‏ واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن، من الكتاب والسنة‏.‏ قاله قتادة وغير واحد‏.‏
    واذكرن هذه النعمة التي خُصِصْتُنَّ بها من بين الناس‏:‏ أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله عنها - أولاهُنَّ بهذه النعمة، وأخصُّهُنَّ من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها، كما نصَّ على ذلك صلوات الله وسلامه عليه، وقال بعض العلماء‏:‏ لأنه لم يتزوج بكرًا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم ‏ فناسب أن تُخصَّصَ بهذه المزية، وأن تُفردَ بهذه المرتبة العليَّة، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته، فقرابته أحق بهذه التسمية‏)‏ انتهى من تفسير ابن كثير‏.‏
    فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خُم :‏ ‏(‏أُذكّركم الله في أهل بيتي‏)‏ ‏[‏رواه مسلم‏]‏‏.‏
    فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم؛ لأن ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه، وذلك بشرط‏:‏ أن يكونوا متبعين للسُّنَّة مستقيمين على الملة، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنوه، وعلي وبنوه، أما من خالف السنة، ولم يستقم على الدين، فإنه لا تجوز موالاته ولو كان من أهل البيت‏.‏
    فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف، يتولون أهل الدين والاستقامة منهم، ويتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين، ولو كان من أهل البيت، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول، لا ينفعه شيئًا حتى يستقيمَ على دين الله، فقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه‏:‏ ‏{‏وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ‏}‏ ‏[‏الشعراء/214‏]‏‏.‏
    فقال‏:‏ ‏(‏يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفيّةُ عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئًا‏)‏ ‏[‏رواه البخاري‏]‏‏.‏
    والحديث‏:‏ ‏(‏من بَطَّأ عمله لم يسرع به نسبه‏)‏ ‏[‏رواه مسلم‏]‏‏.‏
    ويتبرأ أهل السُّنَّة والجماعة من طريق الروافض؛ الذين يُغلون في بعض أهل البيت، ويَدَّعون لهم العصمة، ومن طريقة النواصب؛ الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين، ويطعنون فيهم، ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت، ويتخذونهم أربابًا من دون الله‏.‏
    فأهل السنة في هذا الباب وغيره على المنهج المعتدل، واصراط المستقيم الذي لا إفراطَ فيه ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو في حق أهل البيت وغيرهم، وأهل البيت المستقيمون يُنكرون الغلو فيهم، ويتبرؤون من الغُلاة، فقد حرق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الغلاة الذين غَلَوا فيه بالنار، وأقرّه ابنُ عباس - رضي الله عنه - على قتلهم، لكن يرى قتلهم بالسيف بدلًا من التحريف، وطلب علي - رضي الله عنهما - عبد الله بن سبأ رأس الغُلاة ليقتله؛ لكنه هرب واختفى‏.‏
    الفصل الخامس‏:‏ في فضل الصحابة وما يجب اعتقاده فيهم
    ومذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بينهم
    ما المراد بالصحابة، وما الذي يجب اعتقاده فيهم
    الصحابة جمع صحابي‏:‏ وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك، والذي يجب اعتقاده فيهم أنهم أفضل الأمة، وخير القرون؛ لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد معه، وتحمل الشريعة عنه، وتبليغها لمن بعدهم، وقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏[‏التوبة/100‏]‏‏.‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا‏}‏ ‏[‏الفتح/29‏]‏‏.‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ ‏[‏الحشر/8، 9‏]‏‏.‏
    ففي هذه الآيات أن الله سبحانه أثنى على المهاجرين والأنصار، ووصفهم بالسبق إلى الخيرات، وأخبر أنه قد رضي الله عنهم، وأعدّ لهم الجنات، ووصفهم بالتراحم فيما بينهم، والشّدّة على الكُفَّارِ، ووصفهم بكثرة الركوع والسجود، وصلاح القلوب، وأنهم يعرفون بسيما الطاعة والإيمان، وأن الله اختارهم لصحبة نبيه ليغيظ بهم أعداءه الكفار، كما وصف المهاجرين بترك أوطانهم وأموالهم من أجل الله ونصرة دينه، وابتغاء فضله ورضوانه، وأنهم صادقون في ذلك، ووصف الأنصار بأنهم أهل دار الهجرة والنُّصرة، والإيمان الصادق، ووصفهم بمحبة إخوانهم المهاجرين، وإيثارهم على أنفسهم، ومُواساتهم لهم، وسلامتهم من الشح، وبذلك حازوا على الفلاح‏.‏ هذه بعض فضائلهم العامة، وهناك فضائل خاصة ومراتب يفضل بها بعضهم بعضًا، رضي الله عنهم، وذلك بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة‏.‏
    فأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة
    أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، وهم هؤلاء الأربعة وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، ويَفْضُلُ المهاجرون على الأنصار، وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان، ويَفْضُل من أسلم قبل الفتح وقاتل؛ على من أسلم بعد الفتح‏.‏
    2 ـ مذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بين الصحابة من القتال والفتنة
    سبب الفتنة
    تآمَرَ اليهودُ على الإسلام وأهله، فدسوا ماكرُا خبيثًا تظاهر بالإسلام كذبًا وزورًا هو‏:‏ عبد الله بن سبأ، من يهود اليمن، فأخذ هذا اليهودي ينفث حقده وسمومه ضد الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين‏:‏ عثمان بن عفان - رضي الله عنه وأرضاه - ويختلق التهم ضده، فالتف حوله من انخدع به من قاصري النظر وضعاف الإيمان ومحبي الفتنة، وانتهت المؤامرة بقتل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه مظلومًا، وعلى أثر مقتله حصل الاختلاف بين المسلمين، وشبَّت الفتنةُ بتحريضٍ من هذا اليهودي وأتباعه، وحصل القتال بين الصحابة عن اجتهادٍ منهم‏.‏
    قال شارح الطحاوية‏:‏ ‏(‏إن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصدُهُ إبطال دين الإسلام، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك العلماء، فإن عبد الله بن سبأ؛ لما أظهر الإسلام، أراد أن يُفسد دين الإسلام بمكره وخبثه - كما فعل بولس بدين النصرانية - فأظهر التنسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قَدِمَ على الكوفة أظهر الغُلوَّ في علي، والنصر له؛ ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك عليًّا فطلب قتله؛ فهرب منه إلى قرقيس، وخبره معروف في التاريخ‏)‏‏.‏
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏(‏فلما قُتل عثمان رضي الله عنه الله عنه، تفرقت القلوب وعظُمَت الكروب، وظهرت الأشرار وذَلَّ الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزًا عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته، فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ، وأفضل من بقي، لكن كانت القلوب متفرقة، ونار الفتنة متوقدة، فلم تتفق الكلمة، ولم تنتظم الجماعة، ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير، ودخل في الفرقة والفتنة أقوام، وكان ما كان‏)‏ ‏‏.‏
    وقال أيضًا مبيّنًا عذر المتقاتلين من الصحابة؛ في قتال علي ومعاوية‏:‏ ‏(‏ومعاوية لم يَدَّعِ الخلافة، ولم يُبايَع له بها حين قاتل عليًّا، ولم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة، وكان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه، ولا كان معاوية وأصحابه يَرونَ أن يبتدئوا عليًّا وأصحابه بالقتال؛ بل لما رأى علي - رضي الله عنه - وأصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته، إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد، وأنهم خارجون عن طاعته؛ يمتنعون هذا الواجب، وهم أهل شوكة، رأى أن يُقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب، فتحصل الطاعة والجماعة‏.‏ وهم ‏ قالوا‏:‏ إن ذلك لا يجب عليهم، وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلومين، قالوا‏:‏ لأن عثمان قُتِلَ مظلومًا باتفاق المسلمين، وقتلته في عسكر علي، وهم غالبون لهم شوكة، فإذا امتنعنا ظلمونا واعتدوا علينا، وعلي لا يمكنه دفعهم كما لم يمكنه الدفع عن عثمان، وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر على أن يُنصفنا ويبذل لنا الإنصاف‏.‏
    ومذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل
    والفتنة التي وقعت من جرائها الحروب بين الصحابة، يتلخص في أمرين‏:‏
    الأمر الأول‏:‏ أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابة
    ويكفون عن البحث فيه؛ لأن طريق السلامة هو السكون عن مثل هذا، ويقولون‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏
    الأمر الثاني‏:‏ الإجابة عن الآثار المروية في مساويهم
    وذلك من وجوه‏:‏
    الوجه الأول‏:‏ أن هذه الآثار منها ما هو كذب؛ قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم‏.‏
    الوجه الثاني‏:‏ أن هذه الآثار منها ما قد زيد ونقص فيه، وغُيِّرَ عن وجهه الصحيح، ودخله الكذب، فهو محرف لا يلتفت إليه‏.‏
    الوجه الثالث‏:‏ أن ما صح من هذه الآثار - وهو القليل - هم فيه معذورون؛ لأنهم إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، فهو من موارد الاجتهاد الذي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور؛ لما في الحديث‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا اجتهدَ الحاكمُ فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد‏)‏ ‏[‏في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما‏]‏‏.‏
    الوجه الرابع‏:‏ أنهم بشر يجوز على أفرادهم الخطأ، فهم ليسوا معصومين من الذنوب بالنسبة للأفراد؛ لكن ما يقع منهم فله مكفرات عديدة منها‏:‏
    1ـ أن يكون قد تاب منه، والتوبة تمحو السيئة مهما كانت، كما جاءت به الأدلة‏.‏
    2ـ أن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم، إن صدر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ‏}‏ ‏[‏هود/114‏]‏‏.‏
    ولهم من الصُّحبة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغمر الخطأ الجزئي‏.‏
    3ـ أنهم تُضاعفُ لهم الحسنات أكثر من غيرهم، ولا يساويهم أحد في الفضل، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون، وأن المُدَّ من أحدهم إذا تصدق به؛ أفضل من جبل أُحد ذهبًا إذا تصدق به غيرهم ‏‏ - رضي الله عنهم - وأرضاهم‏)‏‏.‏
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏(‏وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة، ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم، بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم، والله تعالى يغفرُ لهم بالتوبة، ويرفع لها درجاتهم، ويغفر لهم بحسنات ماحية، أو بغير ذلك من الأسباب، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ 33 لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الزمر/32-35‏]‏‏.‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ‏}‏ ‏[‏الأحقاف/15، 16‏]‏ انتهى‏)‏ .‏
    وقد اتخذ أعداء الله ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببًا للوقيعة بهم، والنيل من كرامتهم، وقد جرى على هذا المخطط الخبيث بعض الكتّاب المعاصرين؛ الذين يهرفون بما لا يعرفون، فجعلوا أنفسهم حكمًا بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يصوّبون بعضَهم، ويخطئون بعضَهم، بلا دليل، بل بالجهل واتباع الهوى، وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون من المستشرقين وأذنابهم؛ حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين - ممن ثقافتهم ضحلة - بتاريخ أمتهم المجيد، وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون؛ لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام، وتفريق كلمة المسلمين، وإلقاء البُغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها، بدلًا من الاقتداء بالسلف الصالح، والعمل بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏
    الفصل السادس‏:‏ في النهي عن سب الصحابة وأئمة الهدى
    1ـ النهي عن سب الصحابة
    من أصول أهل السنة والجماعة‏:‏ سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏
    وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏(‏لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبًا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه‏)‏ ‏[‏الحديث متفق عليه‏]‏‏.‏
    ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة - رضي الله عنهم - ويبغضونَهم، ويجحدونَ فضائلهم، ويكفرون أكثرهم‏.‏
    وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم، ويعتقدون أنهم خير القرون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏خيركم قرني‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث ‏[‏الحديث في الصحيحين‏]‏‏.‏
    ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأنها في النار إلا واحدة، وسألوه عن تلك الواحدة، قال‏:‏ ‏(‏هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد وغيره‏]‏‏.‏
    قال أبو زرعة - وهو أجلّ شيوخ الإمام مسلم -‏:‏ إذا رأيت الرجل يتنقص امرءًا من الصحابة؛ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق، والرسول حق، وما جاء به حق، وما أدى غلينا ذلك كله إلا الصحابة؛ فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسُّنَّة؛ فيكون الجرح به أليق، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق‏.‏
    قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين‏:‏ من سَبَّ أحدًا من الصحابة مُستحلًا؛ كفر، وإن لم يستحلّ فسق، وعنه‏:‏ يكفر مطلقًا، ومن فَسَّقهم، أو طعن في دينهم، أو كفَّرهم؛ كفر ‏‏.‏
    2 ـ النهي عن سب أئمة الهدى من علماء هذه الأمة
    يلي الصحابة في الفضيلة والكرامة والمنزلة‏:‏ أئمة الهدى من التابعين وأتباعهم من القرون المفضلة، ومن جاء من بعدهم ممن تبع الصحابة بإحسان، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏}‏ ‏[‏التوبة/100‏]‏‏.‏ الآية‏.‏
    فلا يجوزُ تنقّصهم وسبّهم؛ لأنهم أعلام هدى، فقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏}‏ ‏[‏النساء/115‏]‏‏.‏
    قال شارح الطحاوية‏:‏ ‏(‏فيجبُ على كل مسلم بعد مُوالاة الله ورسوله‏:‏ موالاة المؤمنين، كما أطلق القرآن، خصوصًا الذين هُم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم، يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمعَ المسلمون على هدايتهم ودرايتهم‏.‏
    فإنهم خُلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته، والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، وكلهم متفقون اتفاقًا يقينًا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن‏:‏ إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه، فلابد له في تركه من عذر‏)‏‏.‏
    وجماع الأعذار ثلاثة أصناف‏:‏
    أحدها‏:‏ عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله‏.‏
    الثاني‏:‏ عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول‏.‏
    الثالث‏:‏ اعتقاده أن الحكم منسوخ‏.‏
    فلهم الفضل علينا والمنة؛ بالسبق وتبليغ ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم إلينا، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا، فرضي الله عنهم وأرضاهم ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏
    والحطّ من قدر العلماء؛ بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم، هو من طريقة المبتدعة، ومن مُخططات أعداء الأمة؛ للتشكيك في دين الإسلام، ولإيقاع العداوة بين المسلمين، ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها، وبثّ الفرقة بين الشباب والعلماء، كما هو الواقع الآن، فليتنبه لذلك بعض الطلبة المبتدئين؛ الذين يحطون من قدر الفقهاء؛ ومن قدر الفقه الإسلامي، ويزهدون في دراسته، والانتفاع بما فيه من حق وصواب، فليعتزوا بفقههم، وليحترموا علماءهم؛ ولا ينخدعوا بالدعايات المضللة والمغرضة‏.‏ والله الموفق‏.‏

    طباعة المقال

     
      مكتبة التوحيد  
     

  • كتب التوحيد
  • كتب العقيدة
  • كتاب الصلاة
  • كتاب الصيام
  • كتاب الزكاة
  • كتاب الحج
  • فتاوى ابن تيمية
  • كتب محمد بن عبد الوهاب
  • البداية والنهاية
  • مفتاح الجنة
  • حصن المسلم
  • التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام
  • نور الإخلاص
  • عقيدة أهل السنة والجماعة
  • حقيقة دعوة محمد بن عبد الوهاب
  • المذاهب والفرق المخالفة للسنة
  • قصص الأنبياء والرسل
  • سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
  • فتاوى الشيخ إبن عثيمين
  • الكفارة في الإسلام
  • IS ALLAH (S.W) ONE OR THREE
  • IS THE OLD TESTAMENT GOD’S WORD
  • The Promised Prophet of the Bibl
  • اللـه جل جلاله واحــد أم ثلاثــة
  • تعَرَّف على الإســلام
  • دلائل النبوة
  • هـل افتـدانا المسيح على الصليـب
  • هل العهد الجديـد كلمة اللـه؟
  • هـل بشَّر الكتاب المقدس بمـحـمـّ
  • دليل مختصر ومصور لفهم الإسلام
  • WAS JESUS CRUCIFIED FOR OUR ATON
  • دمعة على التوحيد
  • ما يجب أن يعرفه كل مسلم ومسلمة
  • BECOME ACQUAINTED WITH ISLAM
  •  
     
    ( وإلهُكُم إلهٌ واحدٌ لا إله إلاّ هُوَ الرحمنُ الرحيم (163)) البقرة  |  ( اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ الحيُّ القيّومُ لا تأخُذُهُ سِنَةٌ و لا نومٌ لهُ ما في السمواتِ وما في الأرضِ منْ ذا الذي يشفعُ عندهُ إلاّ بإذنِهِ يعلَمُ ما بينَ أيديهِم وما خَلْفَهُمْ و لا يُحيطونَ بشيءٍ منْ عِلْمِهِ إلاّ بما شاء وسِعَ كُرْسِيُّهُ السمواتِ والأرضَ و لا يؤودُهُ حِفْظُهما و هُو العليُّ العظيم (255) البقرة  |  ( الم (1) اللهُ لا إلهَ إلاّ هو الحيُّ القيّومُ (2) نزّلَ عليْكَ الكتابَ بالحقِّ مُصدِّقاً لِما بيْنَ يديْهِ وأنزل التوراةََ والإنجيلَ (3) منْ قبلُ هُدىً للنّاس و أنزَلَ الفُرقانَ إنَّ الذينَ كفروا بآياتِ اللهِ لهُم عذابٌ شديدٌ واللهُ عزيزٌ ذو انتقام (4) ) آل عمران  |  ( إنّ اللهَ لا يَخْفى عليْهِ شيءٌ في الأرض و لا في السماءِ (5) هو الذي يُصوِّرُكُم في الأرحامِ كيفَ يشاءُ لا إلهَ إلاّ هو العزيزُ الحكيمُ(6)) آل عمران  |  ( شَهدَ اللهُ أنَّه لا إله إلا هو والملائكةُ وأولوا العلم قائماً بالقسطِ لا إلهَ إلا هوَ العزيزُ الحكيمُ (18) إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلامُ ) آل عمران  |  ( اللهُ لا إلهَ إلا هُو لَيَجْمَعَنَّكُم إلى يوم القيامةِ لا ريبَ فيه ومَنْ أصدَقُ مِنَ اللهِ حديثاً (87)) النساء  |  ( ذلِكُمُ اللهُ ربُّكُمْ لا إلهَ إلاّ هُوَ خالِقُ كلِّ شيءٍ فاعبدوه وهو على كلِّ شيءٍ وكيل (102))الأنعام  |  ( إتّبِعْ ما أوحِيَ إليك منْ ربِّكَ لا إله إلاّ هو وأعرِضْ عنِ المشركين (106)) الأنعام  |  ( قُل يا أيُّها الناسُ إنّي رسولُ اللهِ إلَيْكُم جميعاً الذي لَهُ مُلْكُ السمواتِ والأرضِ لا إله إلاّ هُو يُحيي و يُميتُ فآمنوا باللهِ ورسولِهِ النبيِّ الأمّيِّ الذي يُؤمنُ باللهِ و كلماتهِ و اتَّبِِعوهُ لعلّكم تَهتدون (158)) الأعراف  |  ( و ما أمِرُوا إلاّ ليَعْبُدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانَهُ عمّا يُشرِكون (31)) التوبة  |  ( فإن تولّوا فَقُلْ حسبِيَ اللهُ لا إله إلاّ هو علَيْه توكّلْتُ وهو ربُّ العرشِ العظيم (129))التوبة  |  ( حتّى إذا أدركَهُ الغَرَقُ قال آمنْتُ أنّه لا إله إلاّ الذي آمنتْ بِهِ بنو إسرائيلَ وأنا من المسلمين(90 )) يونس  |  ( فإن لَّم يستجيبوا لَكُم فاعلمَوا أَنَّما أُنْزل بعلمِ اللهِ وأَن لا إلهَ إلا هُو فهل أنتم مسلمون(14)) هود  |  ( وَهُمْ يكفُرون بالرّحمن قلْ هُوَ ربّي لا إلهَ إلا هُوَ عليهِ توكلْتُ وإليه متاب (30)) الرعد  |  ( ُينزّلُ الملائكةُ بالروح من أمره على من يشاءُ من عبادِهِ أنْ أنْذِروا أنَّه لا إله إلا أنا فاتقون (2)) النحل  |  ( وإنْ تَجْهَرْ بالقولِ فإنَّهُ يعلَمُ السرَّ وأَخْفى(7) اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ لَهُ الأسماءُ الحُسْنى(8)) طه  |  ( وأنا اختَرْتُك فاستَمِعْ لِما يوحى(13) إنني أنا اللهُ لا إلهَ إلاّ أنا فاعْبدْني وأقِمِ الصلاةَ لِذكِرى (14)) طه  |  ( إنما إلهُكُمُ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شيءٍ علماً) (98)) طه  |  ( وَما أَرْسلنا مِنْ قَبْلِكِ مِنْ رَسولٍ إلاّ نوحي إليهِ أَنَهُ لا إلهَ إلاّ أَناْ فاعبُدُون(25)) الأنبياء  |  (وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضباً فظَنَّ أَنْ لَنْ نقدِرَ عليهِ فنادى في الظُلماتِ أنْ لا إله إلاّ أنتَ سُبحانك إنيّ كنتُ من الظالمين(87)) الأنبياء  |  (فتعالى اللهُ الملكُ الحقُّ لا إله إلاّ هُوَ ربُ العرشِ الكريم(116)) المؤمنون  |  (ويعلم ما تُخفون وما تُعلنون (25)الله لا إله إلا هو رَبُ العرش العظيم(26)) النمل  |  (وَهُوَ اللهُ لا إله إلا هُوَ لَهُ الحمدُ في الأُولى والآخرةِ ولَهُ الحكُم وَإليهِ تُرْجعون(70)) القصص  |  (ولا تَدْعُ مع اللهِ إلهاً آخرَ لا إلهَ إلاّ هوَ كلُّ شيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ لَهُ الحكمُ وإليه تُرجَعون(88)) القصص  |  (يا أيُها الناسُ أذكُروا نعمةَ اللهِ عليكُمْ هَل مِنْ خالقٍ غيرُ اللهِ يرزُقُكُم مِنَ السماءِ و الأرض لا إله إلاّ هُوَ فأنّى تُؤفَكون(3)) فاطر  |  ( إنّهم كانوا إذا قيلَ لَهُم لا إله إلاّ اللهُ يستكبرون (35)) الصافات  |  ( ذلِكُمُ اللهُ ربُّكُمْ لَهُ الملكُ لا إله إلاّ هو فأنّى تُصْرَفون(6)) الزمر  |  ( حم (1) تنزيلُ الكتابِ مِنَ اللهِ العزيز العليمِ (2) غافِر الذنبِ وقابِلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطَوْلِ لا إله إلاّ هو إليهِ المصير(3)) غافر  |  ( ذلِكُمُ اللهُ ربُكُمْ خالِقُ كُلِّ شيءٍ لا إله إلاّ هو فأنّى تُؤفَكون (62)) غافر  |  ( هو الحيُ لا إله إلاّ هو فادعوهُ مُخلِصينَ لَهُ الدينَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين (65)) غافر  |  ( ربِّ السمواتِ و الأرضِ و ما بينهما إنْ كُنْتُم موقِنين (7) لا إله إلاّ هُو يُحيي و يُميتُ ربُكُمْ و ربُ آبائِكُمُ الأوّلين (8)) الدخان  |  ( فاعلَمْ أنَّهُ لا إله إلاّ اللهُ و استغفِرْ لِذَنْبِكَ و للمؤمنينَ والمؤمِناتِ و اللهُ يعْلَمُ مُتقلّبَكُمْ و مثواكُم ( 19)) محمد  |  ( هُو اللهُ الذي لا إلهَ إلاّ هُوَ عالِمُ الغيبِ و الشهادةِ هُوَ الرحمنُ الرحيمُ (22) هو اللهُ الذي لا إله إلاّ هو المَلِكُ القدّوسُ السلامُ المُؤمنُ المُهيْمِنُ العزيزُ الجبّارُ المُتكبِّرُ سبحانَ اللهِ عمّا يُشركون (23) هُوَ اللهُ الخالِقُ الباريءُ المُصوِّرُ لهُ الأسماءُ الحسنى يُسبِّحُ لهُ ما في السمواتِ و الأرضِ و هو العزيزُ الحكيم(24)) الحشر  |  ( اللهُ لا إله إلاّ هُوَ و على اللهِ فلْيَتََوكّل ِ المُؤمِنون (13)) التغابن  |  ( ربُ المشْرِقِ و المَغْرِبِ لا إله إلاّ هو فاتخذْهُ وكيلاً (9))المزمل  |  -بـــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الرحــــــــــــــيم-  |  { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون } [الأحقاف 5 ]  |  { يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد } [الحج 12 ]  |  { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } [سبأ 22 ]  |  { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [يونس 106 ]  |  { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } [الزمر 38 ]  |  { قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا } [ الفرقان 18 ]  |  { ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } [ الزمر 3 ]  |  { أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير } [الشورى 9 ]  |  { وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل } [الشورى 46 ]  |  { من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم } [الجاثية 10 ]  |  { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين } [الجاثية 19 ]  |  { ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } [البقرة 107 ]  |  { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } [البقرة 165 ]  |  { قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم } [المائدة 76 ]  |  { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } [الأنعام 56 ]  |  { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين } [الأنعام 71 ]  |  { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } [الأعراف 37 ]  |  { إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين } [الأعراف 194 ]  |  { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } [يونس 18 ]  |  { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون } [هود 113 ]  |  { والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون } [النحل 20 ]  |  { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون } [النحل 73 ]  |  { وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا } [مريم 48 ]  |  { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل } [الفرقان 17 ]  |  { ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا } [الفرقان 55 ]  |  { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } [الأحزاب 17 ]  |  { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون } [الزمر 43 ]  |  { وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل } [الشورى 46 ]  |  { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا } [الكهف 102 ]  |  { قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار } [الرعد 16 ]  |  { فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون } [ الأعراف 30 ]  |  { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون } [ هود 113 ]  |  { ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا } [ الإسراء 97 ]  | 
    www.altawheed.net