التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى
التّوسّل: هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه، والوسيلة: القربة، قال الله تعالى: {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة/35].
أي القربة إليه سبحانه بطاعته، واتباع مرضاته.
والتوسل قسمان
القسم الأول: توسل مشروع، وهو أنواع
1ـ النوع الأول: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته
كما أمرَ الله تعالى بذلك في قوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف/180].
2ـ النوع الثاني: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة
التي قام بها المتوسل، كما قال تعالى عن أهل الإيمان: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} [آل عمران/193].
وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فسدت عليهم باب الغار، فلم يستطيعوا الخروج، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم؛ ففرج الله عنهم [هذا مضمون الحديث وهو متفق عليه] فخرجوا يمشون.
3ـ النوع الثالث: التوسل إلى الله تعالى بتوحيده
كما توسل يونس عليه السلام: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ} [الأنبياء/87].
4ـ النوع الرابع: التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف
والحاجة والافتقار إلى الله، كما قال أيوب عليه السلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء/83].
5ـ النوع الخامس: التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء
كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، ولما تُوفي صاروا يطلبون من عمه العباس - رضي الله عنه - فيدعو لهم [رواه البخاري].
6ـ النوع السادس: التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص/16]. التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى
التّوسّل: هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه، والوسيلة: القربة، قال الله تعالى: {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة/35].
أي القربة إليه سبحانه بطاعته، واتباع مرضاته.
والتوسل قسمان
القسم الأول: توسل مشروع، وهو أنواع
1ـ النوع الأول: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته
كما أمرَ الله تعالى بذلك في قوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف/180].
2ـ النوع الثاني: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة
التي قام بها المتوسل، كما قال تعالى عن أهل الإيمان: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} [آل عمران/193].
وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فسدت عليهم باب الغار، فلم يستطيعوا الخروج، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم؛ ففرج الله عنهم [هذا مضمون الحديث وهو متفق عليه] فخرجوا يمشون.
3ـ النوع الثالث: التوسل إلى الله تعالى بتوحيده
كما توسل يونس عليه السلام: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ} [الأنبياء/87].
4ـ النوع الرابع: التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف
والحاجة والافتقار إلى الله، كما قال أيوب عليه السلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء/83].
5ـ النوع الخامس: التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء
كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، ولما تُوفي صاروا يطلبون من عمه العباس - رضي الله عنه - فيدعو لهم [رواه البخاري].
6ـ النوع السادس: التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص/16].
القسم الثاني: توسل غير مشروع
وهو التوسل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسل المشروع، كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات، والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، والتوسل بذات المخلوقين أو حقهم، وتفصيل ذلك كما يلي:
1ـ طلب الدعاء من الأموات لا يجوز
لأن الميت لا يقدر على الدعاء، كما كان يقدر عليه في الحياة، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز؛ لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -، ومن بحضرتهما من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، لمَّا أجدبوا استسقروا وتوسَّلوا استشفعوا بمن كان حيًّا، كالعباس وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا عند غيره، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد، وقد قال عمر: (اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنَّا نتوسل بعمّ نبيّنا فاسْقِنا) فجعلوا هذا بدلًا من ذلك، لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ، يعني: لو كان جائزًا. فتركُهم لذلك دليلٌ على عدم جواز التوسل بالأموات، لا لطلب الدعاء والشفاعة منهم وهم أموات، فول كان طلب الدعاء منه والاستشفاع به حيًّا وميّتًا سوءا؛ لم يعدلوا عنه إلى غيره ممن هو دونه.
2ـ والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره لا يجوز
والحديث الذي فيه: (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم) حديث مكذوب، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يُعتمد عليها، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث ، وما دامَ لا يصح فيه دليل، فهو لا يجوزُ؛ لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح.
3ـ والتوسل بذوات المخلوقين لا يجوز
لأنه إن كانت الباء للقسم، فهو إقسام به على الله تعالى، وإذا كان الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، وهو شرك كما في الحديث؛ فكيف بالإقسام بالمخلوق على الخالق جل وعلا؟!
وإن كانت الباء للسببية فالله سبحانه لم يجعل السؤال بالمخلوق سببًا للإجابة، ولم يشرعه لعباده.
4ـ والتوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين
الأول: أن الله سبحانه لا يجب عليه حقّ لأحد، وإنَّما هو الذي يتفضّل سبحانه على المخلوق بذلك، كما قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم/47].
فكون المطيع يستحق الجزاء، هو استحقاق فضل وإنعام، وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق.
الثاني: أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حقٌّ خاص به، لا علاقة لغيره به، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلًا بأمر أجنبي، لا علاقة له به، وهذا لا يجديه شيئًا.
وأما الحديث الذي فيه: "أسألك بحق السائلين" فهو حديث لم يثبت؛ لأن في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف مجمع على ضعفه، كما قال بعض المحدثين، وما كان كذلك، فإنه لا يُحتج به في هذه المسألة المهمة من أمور العقيدة، ثم إنه ليس فيه توسل بحقّ شخص معيّن، وإنما فيه التوسل بحق السائلين عمومًا، وحق السائلين الإجابة كما وعدهم الله بذلك.
وهو حق أوجبه على نفسه لهم، لم يوجبه عليه أحد، فهو توسل إليه بوعده الصادق لا بحق المخلوق.
|