الإحسان
الإحسان لغة : هو فعل ما هو حسن، مع الإجادة في الصنع.
شرعا : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
الإحسان فهو أحد مراتب الإسلام، وحينما سئل عنه جبريل قال: "أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك" رواه البخاري، والإحسان لا يتأتَّى إلا عبر الإلمام بالعلم الشرعيِّ النافع الذي يعين على الطاعة وكثرة العبادة وترقيق القلب، كما أنَّ التقرُّب إلى الله بالنوافل يجعل المسلم قريباً من الله عزِّ وجلّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه" رواه البخاري.
ويُفهَم من الحديث أنَّه إذا اجتهد المسلم في طاعة الله، وأخلص فيها، فإنَّه ينتقل من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، أي مراقبة الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حركةٍ من حركاته، وفى كلِّ فعلٍ من أفعاله.
والإحسان يقتضي أن يقوم المسلم بالأعمال الصالحة في السرّ، وأن يتفوَّق على غيره من المسلمين، في هذه الأعمال. وقد حدَّد الله تعالى جزاء الإحسان بقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"؟.
فهو إذن فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير فضلا ومحبة، والأفضل أن يكون ذاتيا دائما دون نقص أو انقطاع، لأنه عمل بالفضائل، ولأنه قربة إلى الله تعالى.
وجاءت مادة "حسن" في القرآن الكريم بجميع صيغها ما يقرب من مائة وخمس وتسعين مرة منها اثنتا عشرة مرة بلفظ "إحسان" وهذا دليل على أهمية هذا المقام في الإسلام ، حيث أمر به الله عز وجل في مثل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}(النحل:90).
ويقوم الإسلام على ثلاثة أمور: الإسلام والإيمان والإحسان. فالإحسان: جزء من عقيدة المسلم، كما دل عليه حديث جبريل وهو متفق عليه، فقد سأل جبريل عليه السلام عن هذه الثلاثة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث : هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم" فسمى الثلاثة دينًا، وفى الإجابة عن الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري.
وأوضحت السنة النبوية أن الإحسان كالروح يجب أن يسرى في كل أمور المسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء.." رواه مسلم. فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته، في سلوكياته وعبادته وأموره المختلفة، ونذكر من جوانب الإحسان على سبيل المثال :
والإحسان في العبادات: يكون باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها ، مع استغراق المؤمن في شعور قوى بأن الله عز وجل مراقبه حتى لكأنه يراه تعالى، ويشعر باًن الله تعالى مطلع عليه ، كما جاء في حديث جبريل. الإحسان
الإحسان لغة : هو فعل ما هو حسن، مع الإجادة في الصنع.
شرعا : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
الإحسان فهو أحد مراتب الإسلام، وحينما سئل عنه جبريل قال: "أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك" رواه البخاري، والإحسان لا يتأتَّى إلا عبر الإلمام بالعلم الشرعيِّ النافع الذي يعين على الطاعة وكثرة العبادة وترقيق القلب، كما أنَّ التقرُّب إلى الله بالنوافل يجعل المسلم قريباً من الله عزِّ وجلّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه" رواه البخاري.
ويُفهَم من الحديث أنَّه إذا اجتهد المسلم في طاعة الله، وأخلص فيها، فإنَّه ينتقل من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، أي مراقبة الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حركةٍ من حركاته، وفى كلِّ فعلٍ من أفعاله.
والإحسان يقتضي أن يقوم المسلم بالأعمال الصالحة في السرّ، وأن يتفوَّق على غيره من المسلمين، في هذه الأعمال. وقد حدَّد الله تعالى جزاء الإحسان بقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"؟.
فهو إذن فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير فضلا ومحبة، والأفضل أن يكون ذاتيا دائما دون نقص أو انقطاع، لأنه عمل بالفضائل، ولأنه قربة إلى الله تعالى.
وجاءت مادة "حسن" في القرآن الكريم بجميع صيغها ما يقرب من مائة وخمس وتسعين مرة منها اثنتا عشرة مرة بلفظ "إحسان" وهذا دليل على أهمية هذا المقام في الإسلام ، حيث أمر به الله عز وجل في مثل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}(النحل:90).
ويقوم الإسلام على ثلاثة أمور: الإسلام والإيمان والإحسان. فالإحسان: جزء من عقيدة المسلم، كما دل عليه حديث جبريل وهو متفق عليه، فقد سأل جبريل عليه السلام عن هذه الثلاثة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث : هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم" فسمى الثلاثة دينًا، وفى الإجابة عن الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري.
وأوضحت السنة النبوية أن الإحسان كالروح يجب أن يسرى في كل أمور المسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء.." رواه مسلم. فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته، في سلوكياته وعبادته وأموره المختلفة، ونذكر من جوانب الإحسان على سبيل المثال :
والإحسان في العبادات: يكون باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها ، مع استغراق المؤمن في شعور قوى بأن الله عز وجل مراقبه حتى لكأنه يراه تعالى، ويشعر باًن الله تعالى مطلع عليه ، كما جاء في حديث جبريل.
والإحسان في باب المعاملات: يكون ببر الوالدين، من حيث طاعتهما، وإيصال الخير إليهما، وكف الأذى عنهما، والدعاء والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدهما. قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}(النساء :36)، ثم ذكرت الآية ثمانية أصناف أخرى يجب لها الإحسان وهى بنص: {وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم}(النساء:36).
وقد ورد توجيه نبوي في الإحسان إلى الخادم، وذلك بإعطائه أجره قبل أن يجف عرقه، وبعدم تكليفه ما لا يطيق. فإن كان مقيمًا بالبيت فليأخذ حقه من الطعام والكساء، كما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعام، فإن لم يجلسه معه، فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أكلة أو أكلتين، فإنه وَلِى علاجه" رواه البخاري.
أما عن الإحسان في العلاقات الاجتماعية، فقد أمر به الإسلام بالنسبة للزوجة في حسن معاملتها وإيفائها كافة حقوقها وحسن عشرتها، والاحتكام إلى أهلهما إن اختلفا، وعدم الإضرار بها بوجه من الوجوه كما ورد فما غير آية من القرآن وفى قوله صلى الله عليه وسلم :"استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان". وقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" أخرجه الترمذي.
وهكذا يتنوع الإحسان تبعا لأحوال الآخرين : فهو للأقرب ببرهم والرحمة بهم والعطف عليهم مع الأقوال والأفعال الطيبة. ولليتامى بصيانة حقوقهم، وتأديبهم، وتربيتهم، وعدم قهرهم. وللمساكين بسد جوعتهم، وستر عورتهم، والحث على إطعامهم، وإبعاد الأذى والسوء عنهم.
ولأبناء السبيل بقضاء حاجتهم، وصيانة كرامتهم وبإرشادهم و هدايتهم. ولعامة الناس بالتلطف في القول، والمجاملة في المعاملة، مع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ورد حقوقهم، وكف الأذى عنهم. والإحسان للحيوان بإطعامه إذا جاع، ومداواته إذا مرض، والرفق به في العمل، وإراحته من التعب.
والإحسان في العمل، إنما يكون بإجادته، وإتقان صنعته، مع البعد عن التزوير والغش، روى في الحديث النبوي : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" والإتقان إحسان الصنع. الإحسان هو الإسلام وروحه وكماله، فهو أعلى مراتب الدين، والمطلوب من المسلم أن يصل إلى هذه المرتبة لأن الله أمر به وكتبه على كل شيء.
2- جاء بيان الموصوفين بالإحسان في القرآن الكريم ليلقى دروسا عظيمة لكل مسلم تتلخص في بيان المنهج الواجب اتباعه في التحقق والتخلق بهذا المقام العظيم.
وفي بيان اتصاف الأنبياء السابقين – عليهم الصلاة والسلام – بخلق الإحسان توجيه إلى كل مسلم إلى وجوب الاطلاع على سيرهم وتدبر مواقفهم والاقتداء بهم.
وذلك الأمر في بيان صفات المؤمنين الصادقين بهذا الخلق يجعل المسلم ينظر إلى نفسه ويسعى إلى التشبه بهم.
3 – شمولية الإحسان:فهو يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات والأخلاق، وعلى كل مسلم أن يحقق هذه الشمولية:
أ – فبجانب الاعتقاد يسعى إلى تحقيق لا إله إلا الله مع معرفة مقتضياتها والالتزام بذلك.
ب- وفي العبادات يسعى إلى أن يحقق الإحسان في عبادته ففي الصلاة يسعى إلى الغاية منها، وكذلك في الزكاة والصدقات، فالإحسان فيها يقي النفس من الشح ويكون بذلك سبب الفلاح.
ج – الإحسان في المعاملات يبدأ من معاملة أقرب الناس إليك نسبا، فيحس إلى والديه وهم أقرب الناس إليه، ثم إلى أقربائه ورحمه، ويوثق العلاقة معهم.
وليعلم المسلم أنه لم يكن فيه خير إلى أقرب الناس إليه فلا خير فيه إلى من هو أبعد من ذلك.
ويحسن إلى زوجته فيعاشرها بالمعروف ويوصل إليها إحسانه وبره، حتى وإن كرهها وأراد فراقها ففراق جميل وتسريح بإحسان. ثم إن الإحسان في معاملة الخلق أيضا يتسع إلى دائرة أوسع من قرابة النسب إلى قرابة الجوار، فالجار له حق عليك، ويتأكد هذا الحق إذا انضاف إلى قرب الجوار قرب النسب، فيكون لهذا الجار حقان.
ولا يقتر هذا الإحسان إلى من هم يحيطون بك نسبا، وجوارا، بل يتعداه أيضا إلى المحتاجين والضعفاء من فقراء ومساكين ويتامى وأبناء سبيل.
بل حتى يصل هذا الإحسان إلى أعدائك ومن يخالفك في العقيدة، فتتسع دائرة الإحسان من المحيط الضيق إلى أوسع نطاق في المجتمع الإسلامي بل إلى العالم كله.
4 – إن التخلق بالإحسان يجلب السعادة والاستقرار النفسي ويقود بصاحبه إلى فعل الخيرات دائما، وعلى مستوى المجتمع فإن الإحسان أساس الأمن والسلام الاجتماعي وشرط ضروري في نهوض المجتمع ورقيه.
5 – إن لخلق الإحسان في الإسلام جوانب متعددة وتطبيقات كثيرة تشمل علاقة المسلم بنفسه وقلبه، وتشمل ضبطه للسانه وكلماته، وتشمل علاقته بالله سبحانه وتعالى في السعي المستمر في تحقيق الإيمان والتقوى وفي تصحيح النية وفي مراقبة التوجه في مسار الحياة، كما تشمل كل علاقاته الاجتماعية.
6 – كل مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو من جملة المتقين بقوله وإيمانه ومن جملة المحسنين، فكل مسلم فهو محسن متق من المحسنين المتقين، ولو لم يقع اسم محسن ومتق إلا على من يحس ويتق في كل أفعاله لم يكن في الأرض محسن ولا متق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ لابد لكل من دونه من تقصير وإساءة لم يكن فيها من المحسنين ولا من المتقين.
إذا فكلك مسلم له حظ من الإحسان ويتفاوت هذا الحظ من مسلم إلى آخر. عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .
|